إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7913 مشاهدة
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)

مما يجب على المسلم أن يتعلمه في أمور دينه معرفة ما تتم به عبادته، وأشهر العبادات هذه الصلاة المكتوبة؛ الصلاة ما كانت معروفة قبل الإسلام عند أهل الجاهلية، ولكن جاء الإسلام بشرعيتها، وكانت معروفة عند كثير من الأنبياء عند الأنبياء كما قال الله عن موسى في قوله: أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً أمرهم بأن يستقبلوا بمنازلهم القبلة وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ وأن يقيموا الصلاة.
وتكثر الآيات التي فيها الأمر بإقامة الصلاة، والمراد أقيموها؛ يعني: أي اجعلوها قائمة ظاهرة بارزة؛ ذكر العلماء أن للصلاة أركانا عدَّها بعضهم أربعة عشر ركنا، وبعضهم ثلاثة عشر، وبعضهم اثني عشر.
وركن الشيء هو جانبه الأقوى، أو ركن الشيء جزء ماهيته؛ فمثلا إذا قلنا: أركانه جوانبه، فإنا نقول مثلا: نحن في هذا المسجد فنقول: هذا الجدار ركن من أركان المسجد، وهذا الجدار ركن، وهذا الجدار، وهذا الجدار؛ هذه تعتبر أركانا، وكذلك هذه العمد، وهذا السقف؛ كلها تعتبر أركان؛ لأنه يتكون منها؛ يعني: يتجزأ منها.
كما نقول إن للإنسان أركان يتكون منها؛ فرأس الإنسان ركن، ورقبته ومنكبه أركان، ويداه وبطنه وظهره ورجلاه أركان له، يتكون منها؛ من مجموعها يكون إنسانا، فكذلك هذه الصلاة لها أركان، فقيامها جزء منها، وكذلك قراءتها، وركوعها، وسجودها، وقيامها، وقعودها، أركان وأجزاء تتكون منها؛ إذا اجتمعت كملت، وإذا نقصت نقصت ولم تكمل، ولم تقبل.
فمثلا إذا فقد منها ركن ما تسمى صلاة كاملة؛ كما أن هذا المسجد لو فقد منه هذا الركن أصبح هذا كله مفتوحا ما كان مسجدا كاملا؛ تدخله الوحوش، وتدخله الدواب، وتدخله الكلاب؛ لأنه ناقص، فكذلك الصلاة إذا فقدت؛ إذا فقد منها ركن نقصت ولم تكن كاملة، ولم تكن مقبولة.